(2) 30 سببا للسعاده.د.عائض القرني
الايمان هو الحيـــــــاة:
الاشقياء بكل معاني الشقاء هم المفلسون من كنوز الايمان ومن رصيد اليقين فهم ابدا في تعاسه وغضب ومهانه وذلة (( ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا))
لايسعد النفس ويزكيها ويطهرها ويفرحها ويذهب غمها وهمها وقلقها والا الايمان بالله رب العالمين لاطعم للحياة اصلا الا بالايمان ان الطريقه المثلى للملاحده ان لم يؤمنوا ان ينتحروا ليريحوا انفسهم من هذه الاصار والاغلال والظلمات والدواهي يالها من حياة تعيسه بل ايمان يالها من لعنة ابديه حاقت بالخارجين على منهج الله في الارض وقد ان الاوان للعالم ان يقتنع كل القناعه وان يؤمن كل الايمان بان لا اله الا الله بعد تجربه طويله شاقه عبر قرون غابره توصل بعدها العقل الى ان الصنم والكفر لعنه والالحاد كذبه وان الرسل صادقون وان الله حق له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. وبقدر ايمانك قوة وضعفا حراره وبروده تكون سعادتك وراحتك وطمانينتك
وفي حياة الايمان استقرار وثبات وطهاره وسكينه لانهم رضوا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.
-----------------------------------------------------
اجـن العسل ولا تكسر الخلية:
الرفق ماكان في شي الا زانه وما نزع من شيء الا شانه اللين في الخطاب البسمه الرائقه على المحيا الكلمه الطيبه عند اللقاء هذه حلل منسوجه يرتديها السعداء وهي صفات المؤمنين كالنحله تاكل طيبا وتصنع طيبا واذا وقعت على زهره لاتكسرها لان الله يعطي على الرفق مالا يعطي على العنف ان الناس من تشراب لقدومهم الاعناق وتشخص الى طلعاتهم الابصار وتحبهم الافئدة وتشيعهم الارواح لانهم محبوبون في كلامهم في اخذهم وعطائهم في بيعهم وشرائهم في لقائهم ووداعهم ان اكتساب الاصدقاء فن مدروس يجيده النبلاء الابرار فهم محفو فون دائما وابدا بهالة من الناس ان حضروا فالبشر والانس وان غابوا فالسؤال والدعاء ان هؤلاء السعداء لهم دستور اخلاق عنوانه((ادفع التي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم)) فهم يمتصون الاحقاد بعاطفتهم الجياشه وحلمهم الدافي وصفحهم البرئ يتناسون الاساءة ويحفظون الاحسان تمر بهم الكلمات النابيه فلا تلج اذانهم بل تذهب بعيدا الى غير رجعه.بشرهم بثواب اخروي كبير جوار رب غفور في جنات نهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
------------------------------------------------------
الا بذكــــــــر الله تطمئن القلوب:
الصدق حبيب الله والصراحه صابون القلوب والتجربه برهان والرائد الايكذب اهله ولم يوجد عمل اشرح للصدر واعظم للاجر كالذكر((فاذكروني اذكركم)) وذكر الله سبحانه وتعالى جنته في ارضه من لم يدخلها لم يدخل جنة الاخره وهو انقاذ للنفس من اوصابها واتعابها واضطرابها بل هو طريق ميسر مختصر الى كل فوز وفلاح طالع دواوين الوحي لترى فوائد الذكر. بذكره سبحانه تنقشع سحب الخوف والفزع والهم والحزن بذكره تزاح جبال الكروب والغم والاسئ ولا عجب ان يرتاح الذاكرون فهذا هو الاصل الاصيل ولكن العجب العجاب كيف يعيش الغافلون عن ذكره بقدر اكثارك من ذكره ينبسط خاطرك يهدا قلبك تسعد نفسك يرتاح ضميرك لان ذكره جل في علاه معاني التوكل عليه والثقه به والاعتماد عليه وا لرجوع اليه وحسن الظن فيه وانتظار الفرج منه قريب اذا دعى الداعي سميع اذا نودي مجيب اذا سئل فاضرع واخضع واخشع وردد اسمه الطيب المبارك على لسانك ثناء ومدحا ودعاء وسؤالا واستغفار وسوف تجد بحوله وقوته السعاده والامن والسرور والنور الحبور
------------------------------------------------
ام يحسدون الناس على مااتاهم الله من فضله:
الحسد كالاكله الملحه تنخر العظم نخرا ان الحسد مرض مزمن يعيث في الجسم فسادا وقد قيل:لا راحة لحسود فهو ظالم في ثواب مظلوم وعدو في جلباب صديق وقد قالوا:لله در الحسد مااعدله بدا بصاحبه فقتله انني انهي نفسي ونفسك عن الحسد رحمة بي وبك قبل ان نرحم الاخرين لاننا بحسدنا لهم نطعم الهم لحومنا ونسقي الغم دمائنا ونوزع نوم جفوننا على الاخرين.ان الحاسد يشتعل فرنا ساخنا ثم يقتحم فيه التنغيص والكدر والهم الحاضر امراض يولدها الحسد لتقضي على الراحه والحياة الطيبه الجميله.بلية الحاسد انه خاصم القضاء واتهم الباري في العدل واساء الادب مع الشرع وخالف صاحب المنهج ياللحسد من مرض لا يؤخر عليه صاحبه ومن بلاء لايثاب عليه المبتلي به وسوف يبقى هذا الحاسد في حرقه دائمه حتى الموت او تذهب نعم الناس عنهم كل يصالح الا الحاسد فالصلح معه ان تخلى عن نعم الله وتنازل عن مواهبك وتلغى خصائصك نعوذ بالله من شر الحاسد فانه يصبح كالثعبان الاسود السام لايقر قراره حتى يفرغ سمه في جسم برئ فانهاك انهاك عن الحسد واستعذ بالله من الحاسد فانه لك بالمرصاد
---------------------------------------------------------
اقبـــــــل الحياة كما هي:
طبعت على كدر وانت تريدها صفوا من الاقذاء والاكدار. هذا حال الدنيا منغصه اللذات كثيرة التبعات جاهمة المحيا كثيرة التلون مزجت بالكدر وخلطت بالنكد وانت منها في كبد ولن تجد ولدا او زوجة او صديقا او نبيلا ولا مسكينا ولا وظيفة الا وفيه مايكدر وعنده مايسوء احيانا فاطفيء حر شرة ببرد خيره لتنجوا راسا براس والجروح قصاص.اراد الله لهذه الدنيا ان تكون جامعة للضدين والنوعين والفرعين والرايين خير وشر صلاح وفساد سرور وحزن ثم يصفو الخير كله والصلاح والسرور في الجنة ويجمع الشر كله والفساد والحزن في النار (( الدنيا ملعونة وملعون مافيها الاذكر الله وما والاه وعالم ومتعلم)) فعش واقعك ولا تسرح مع الخيال وحلق في عالم المثاليات اقبل الدنيا كما هي و طوع نفسك لمعايشتها ومواطنتها فسوف لا يصفو لك فيها صاحب ولا يكمل لك فيها امر لان الصفو والكمال والتمام ليس من شانها ولا من صفاتها لن تكمل لك زوجة ففي الحديث((لايفرك مؤمن مؤمنه ان كره منه خلق رضي اخر)) فينبغي ان نسدد ونقارب ونعفو ونصفح وناخذ ماتسير ونذر ماتعسر ونغمض الطرف احيانا ونسدد الخطى ونتغافل عن امور.
-----------------------------------------------------------
تعــز باهـــــــل البلاء
تلفت يمنة ويسرة ولن ترى الا ان هناك مبتلى ومنكوبا .كم من المصائب وكم من الصابرين فلست انت وحدك المصاب بل مصابك انت بالنسبه لغيرك قليل كم من مريض على سريره من اعوام يتقلب ذات اليمين وذات الشمال يئن من الالم ويصيح من السقم كم من محبوس مربه سنوات ماراى الشمس بعينه وما عرف غير زنزانه كم من رجل وامراة فقدا فلذات اكبادهم في ميعة الشباب وريعان العمر كم من مكروب ومديون ومصاب ومنكوب ان لك ان تتعز بهؤلاء وان تعلم علم اليقين ان هذه الحياة سجن المؤمن ودار الاحزان والنكبات تصبح القصور حافله باهلها وتسمى خاويه على عروشها بينما الشمل مجتمع والابدان في عافية والاموال وافره والاولاد كثر ثم ماهي الا ايام فاذا الفقر والموت والفراق والامراض فعليك ان توطن نفسك كتوطين الجمل المحنك الذي يبرك على الصخره وعليك ان توازن مصابك بمن حولك وبمن سبقك في مسيرة الدهر ولك قدوة في رسول الله صلى الله عليه وسلم في وضع السلى على راسه وادميت قدماه وشج وجهه وحوصر في الشعب حتى اكل اوراق الشجر وطرد من مكه وكسرت ثنيته ورمي عرض زوجته الشريف وقتل سبعون من اصحابه وفقد ابنه واكثر بناته في حياته وربط الحجر على بطنه من الجوع واتهم بانه ساحر ومجنون كذاب صانه الله من ذلك وهذا بلاء لابد منه وتمحيص وقد قتل زكريا وذبح يحي وهجر موسى ووضع الخليل في النار وصار الائمه على هذا الطريق فضرج عمر بدمه واغتيل عثمان وطعن علي وجلدت ظهر الائمه وسجن الاخيار ونكل بالابرار
-------------------------------------------------
الصــــــــــــــلاة ..الصــــــــــــــلاة:
اذا داهمك الخوف وطوقك الحزن واخذ الهم بتلابيبك فقم حالا الى الصلاة تثوب لك روحك وتطمئن نفسك ان الصلاة كفيلة باذن الله باجتياح مستعمرات الاحزان والغموم ومطاردة فلول الاكتئاب كان الرسول صلى الله عليه وسلم اذا حزبه امر قال ارحنا بالصلاة يابلال فكانت قرة عينه وسعادته وبهجته وكانو القوم اذا طالعتهم سير قوم فزعوا الى الصلاة خاشعة فتعود لهم قوامهم وارادتهم وهممهم ان صلاة الخوف فرضت لتؤدي في ساعة الرعب يوم تتطاير الجماجم وتسيل النفوس على شفرات السيوف ان على الجيل الذي عصفت به الامراض النفسيه ان يتعرف على المساجد وان يمرغ جبينه ليرضي الرب والا لينقذ نفسه من هذا العذاب الواصب والا فان الدموع سوف يحرق جفنه والحزن يحطم اعصابه ليس لديه طاقه تمده بالسكينه والامن الا الصلاة ومن اعظم النعم لو كنا نعقل هذه الصلوات الخمس كل يوم وليلة وكفارة لذنوبنا ورفع لدرجتنا عند ربنا ثم هي علاج عظيم لماسينا ودواء ناجح لامراضنا اما الذين جانبوا المسجد وتركوه وتركو الصلاة فمن نكد الى نكد وهم وحزن وشقاء الى شقاء.