ملاحظة: الاخوة اعضاء النادي الشركسي الكرام اريد ان انبه الى انني قد قمت قدر المستطاع بتجنب الاخطاء في هذا الموضوع وقد قمت بالتحقق من كل معلومة قمت بكتابها قدر ما استطعت
كما اني حرصت على اختصار التعاريف والشروح قدر الامكان حتى لا يكون صعبا على الاخوة متابعة الموضوع كاملا
وقد اخذ هذا جهدا احتسب أجربه على الله فان اخطات فمن نفسي وان اصبت فمن الله
وان جل ما اتمناه من الاخوة اعضاء المنتدى ان يقرؤوا الموضوع كاملا لاننا بحق نحتاج الى الاطلاع على هذة العلوم كنبذة مختصرة
كما ارجو منهم ان يساهموا في نشر هذا الموضوع ان رغبوا بذلك واذكر الجميع بان رسول الله قال: "من سن فيالاسلام سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة لا ينقص ذلك من اجورهم شيئ"
والله ولي التوفيق
على بركة الله نبدأ .....
إن علم مصطلح الحديث من أحد العلوم التي تميز بها ديننا عن غيره من الادييان فهو علم التحقق والتثبت وهو علم لن نجد مثيله على وجه الكرة الارضية لا في دستور ولا في كتاب ولا في اي قانون من القوانين ولهذا العلم اهمية كبرى على المسلمين اذا انه حفظ السنة من الدسائس والأكاذيب فلولا سلفنا الصالح رحمهم الله لما كنا الآن نستطيع أن نميز بين الحديث الضعيف والحديث الصحيح ولاختلطت علينا الامور ولَكُنا على حال لا يعلمها الا الله ولكن لان الاسلام هو خاتم الرسالات اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى ان يحفظ هذا الدين برمته حتى لا يتمكن أعداءه من اختلاق الأاكاذيب وافتعال الأقاصيص المدسوسة فان ضاع الاسلام لم يعد هناك حجة على احد في فعل يقترفه أو ذنب يقوم به والله سبحانه وتعالى يقول "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا" فان ضاعت رسالة هذا الرسول واختفى اثرها صار من الضرورة قدوم رسول آخر يقيم الحجة على البشر
ولهذا السبب يجب ان يكون اليقين تاما ومطلقا عند المسلم ان السنة لم تضع وأن الأحاديث حفظت بفضل الله ثم بفضل علماء الحديث رحمهم الله وجزاهم الله عنا كل خير
ما هو مصطلح الحديث؟
انطلاقا من قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (6) سورة الحجرات
وانطلاقا من قوله صلى الله عليه وسلم (من حدث عني حديثا يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين) رواه مسلم
وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتواتر (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)
كان من الضروري لعلمائنا الكرام ان يتثبتوا من كل رواية تردهم وكل خبر يصلهم هل ثبت فعلا عن رسول الله أم لا؟
وبما أن الفرق الضالة بدأت تختلق الأحاديث صار من اللازم ان توضع القوانين ليميز المسلمون بين الطيب والخبيث وحتى لا نطيل في المقدمة كثيرا سنبدأ بشرح الحديث مم يتألف وما هي عناصره
الحديث:
يتألف الحديث من متن وسند:
المتن: هو نص الحديث المنقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلا كان او قولا أو تقريرا
كان نقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه)
فهذا النص ما بين القوسين هو متن الحديث
أما سند الحديث:
السند: هو سلسلة الرجال الذين رووا الحديث بعضهم عن بعض مثل:
(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حثنا عبدالله بن نمير حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن سفيان بن عبدالله الثقفي) قال قلت يا رسول الله قل لي في الاسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك قال قل ربي الله ثم استقم
هذا السند الملون باللون الاحمر هو عبارة عن الرجال الذين تناقلوا متن الحديث رجلا تلو رجل حتى وصل الحديث الى المصنف
وقبل ان ندخل في اقسام الاحاديث علينا ان نذكر ما يلي:
الصحابي هو من اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو مؤمن ومات على الاسلام
والتابعي هو من قابل أحد الصحابة وهو مؤمن ومات على الاسلام
أما المخضرم: فهو من عاش زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه لم يقابله أو انه رآه وهو كافر واسلم بعد ذلك دون ان يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وصلب الموضوع هو اقسام الحديث والحديث يقسم الى عدة تقسيمات منها:
أن يقسم حسب عدد الرواة
أو يقسم حسب درجة الحديث من ناحية الضعف والصحة
أو يقسم حسب تسلسل الرواة من ناحية اتصال السند أو عدمه
حسب عدد الرواة:
من ناحية تعدد طرق الحديث هناك قسمان اساسيان (المتواتر و الآحاد):
المتواتر: هو ما رواه جمع عن جمع بحيث يستحيل تواطئهم على الكذب بشرط ان تستوي الكثرة فيه من بداية السند الى نهايته
ومن العلماء من قال ان المتواتر ما رواه اربعة عن اربعة ومنهم من قال اكثر من ذلك حتى وصل بعضهم الى اشتراط تواتر الحديث في سبعين عن سبعين من الرواة
ومن أمثلة الحديث المتواتر قوله صلى الله عليه وسلم (من كذب علي متعمدا فليتبوء مقعده من النار) حيث روي هذا الحديث عن اثنين وستين صحابيا
وبعد ان أخذنا فكرة عن المتواتر نأخذ النوع الثاني من هذا القسم وهو الآحاد
والآحاد هو أي حديث يقل عدد طرقه عن المتواتر وهو ثلاثة أقسام: المشهور والعزيز والغريب.
المشهور: هو ما كان عدد طرقه بين ثلاثة طرق وبين المتواتر
العزيز: هو الحديث ذو الطريقين.
الغريب: عو الحديث ذو الطريق الواحد أي ان يتفرد بروايته شخص واحد فقط وسمي بهذا الاسم لانه كالرجل الوحيد الغريب عن اهله (وليس لغرابة في معناه أو في لفظه)
الغريب والعزيز والمشهور هي اقسام من ناحية عدد طرق الحديث وكل واحد من هذه الانواع ينقسم الى الصحيح والضعيف
قبول الحديث أو رده:
ويقسم الحديث ايضا من ناحية الضعف والصحة:
فهو مقبول ومردود فالمقبول هو الواجب العمل به والمردود هو الذي لم يصح به الخبر عن رسول الله
والمقبول اربعة اقسام:
الصحيح (الصحيح لذاته): وهو ما اتصل اسناده برواية العدل الضابط عن مثله الى منتهاه من غير شذوذ ولا علة.
وهذا هو تعريف الحديث الصحيح ونأتي الى شرح التعريف:
(ما اتصل سنده)اتصال السند هو ان يروي كل راو عن الذي قبله بالسماع كان يقول حدثنا فلان حدثنا فلان أو أخبرنا فلان أخبرنا فلان الخ
(من رواية العدل) والعدالة هي ملازمة التقوى والمروءة. والتقوى: اجتناب الاعمال السيئة من الشرك والفسق والبدعة، أما المروءة: فالنزه عن الخسائس والنقائص.
(الضابط) الضبط هو حفظ الرجل لما سمعه وصونه من الضياع بحيث يستطيع استحضاره متى شاء والضبط نوعان: ضبط صدر وضبط كتاب.
ضبط الصدر: هو ان يضبط الرواوي الحديث حفظا في صدره
ضبط الكتاب: هو ان يضبط الرواي الحديث حفظا بكتابته على شيئ ما
وهناك خمسة أشياء تقدح في ضبط الرواي: كثرة الغفلة، وكثرة الغلط، ومخالفة الثقات، والوهم، وسوء الحفظ.
(عن مثله إلى منتهاه) أي ان صفة الضبط والعدالة يجب ان تتوفر في كل رجل من رجال السند من أوله الى منتهاه
(من غير شذوذ) والشذوذ هو ان يخالف الحدث الصحيح حديثا أقوى منه في الصحة
( ولا علة) ولكثرة العلل وتعددها اغفلنا ذكرها لانه ليس بالامكان اختصارها وان ذكرت فلن يكون هذا الموضوع نبذة مختصرة كما هو عليه الآن ولكن سنذكر في النهاية مصادر للاستزادة
هذا كان تعريف الحديث الصحيح لذاته وشرحه والآن نأتي لباقي أنواع الحديث المقبول.
الصحيح لغيره: اذا لم يشتمل الحديث من صفات القبول على اعلاها فهو صحيح لغيره فان خف ضبطه فحو الحسن ولكن ان خف ضبطه وكثرت طرقه فهذا هو الحديث الصحيح لغيره أي انه ليس بمفرده كرتبة الصحيح ولكن بسبب وجود طرق اخرى اصبح صحيح (بسبب وجود هذه الطرق الاخرى لذا سمي الصحيح لغيره)
الحديث الحسن (الحسن لذاته): هو ما قصر عن رتبة الحديث الصحيح من ناحية ضبط الرجال (أي قوة حفظهم وقد ورد شرح معنى الضبط قبلاً) وهو حديث مقبول يحتج ويعمل به.
الحديث الحسن لغيره: قبل الحديث عن الحديث الحسن يجدر ان نذكر ان الحديث المردود (الضعيف) هو اي حديث فقد فيه شرط أو اكثر من شروط الحديث الصحيح ولكن ان تعددت طرقه صار من رتبة الحسن لغيره ولكن بشروط وهو ان لا يكون في سنده كاذب وان لا يكون شاذا
كان يرد الحديث في اكثر من طريق دون ان يوجد كل هذه الطرق من هو كاذب أو شاذ عندها يعتب الحديث حسنا لغيره بسبب توافر عدة طرق من هذا الحديث
والآن نأتي الى الحديث المردود:
وهو الحديث الضعيف: ما لم يكن من الاصناف الاربعة المذكورة قبلا فهو الضعيف
وقال ابن صلاح: هو ما لم يجمع صفات الصحيح ولا صفات الحسن
وهو أقسام منها: المضطرب والمقلوب والمنكر والموضوع والشاذ.
وهناك سببين رئيسسين لرد الحديث:
أنواع السقوط:
أما سقوط أحد الرواة فيكون على نوعين:
واضح جلي أو خفي لا يدركه الا الجهابذة من اهل هذا العلم
الواضح الجلي: يعرف بعدم التقاء احد الرواة لمن حدث عنه إما لانه لم يعش في عصره أو أن يكون عاش في عصره ولم يقابله
وهذا يمكن معرفته من خلال التاريخ فهناك الكثير الكثير من المؤلفات التي تحدد سنوات حياة ووفاة الرواة ورحلاتهم وبمن التقوا وبهذا يتبين ان ان هذا الرواوي قد ادرك الذي روى عنه ام لا
على سبيل المثال:
حدثنا أحمد حدثنا سعيد حدثنا أيمن
من السند يتبين لنا أن أحمد قد سمع من سعيد وسعيد قد سمع من أيمن
فاذا عدنا الى كتب التاريخ وتبين لنا أن أحمد مات دون أن يرى سعيد أو ان يسمع منه نعتبر هذا السند مقطوعا لسقوط أحد الرواة منه كيف؟
ان حقيقة الرواية ان أحمد لم يسمع من سعيد ولكن هناك شخص آخر سمع من سعيد وأخبر أحمد بذلك فيصبح السند على الشكل التالي:
حدثنا أحمد حدثنا مجهول حدثنا سعيد حدثنا أيمن
ويعتبر هذا الحديث ضعيفا لان هذا الشخص بين أحمد وسعيد سقط من المتن فباعتبار اننا لا نعرف من هو عندها لا يمكننا معرفة ما اذا كان موثوقا أم لا وبهذا يكون الحديث ضعيفا بسبب سقوط أحد رواته
1- سقوط أحد الرواة من السند أو اكثر. 2- ان يطعن في واحد من رواته أو أكثر.