ويقول أيضاً (ص104 وأيضاً في ص205) : ((قالوا إن بعض الصالحين عَبَدَ الله في صومعته عبادة كثيرة كبيرة من بني إسرائيل وكان مجتهداً ليله ونهاره .. ونظر جبريلُ عليه السلام فوجد الرجل شقياً في اللوح المحفوظ ، فاستأذن من الله بعد أن تعجب من هذا الأمر أن يخبر الرجل فأذن له الله فنزل وقال: يا فلان إني جبريل. فرد عليه السلام ، قال: إني وجدت اسمك في اللوح المحفوظ فلان بن فلان شقي ، فأحببت أن أخبرك ما دمت شقياً ستذهب إلى النار تمتع قليلاً بالدنيا بدل أن تضيع حياتك !
قال: الحمد لله على ذلك ، إنا لله وإنا إليه راجعون ، لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم ، وعاد إلى عبادته لم ينقص مما سبق شيئاً ، تعجب جبريل أكثر ، نزل قال: أنا قلت لك أنك شقي.!! قال: نعم إنا لله وإنا إليه راجعون ، ولله المراد. قال: فمالك لازلت في عبادتك وإعراضك عن الدنيا وعدم التمتع بها.؟ قال: يا هذا خلقني وأمرني بعبادته ولم يُوكل إلي أكون شقياً أو سعيداً مهمتي أن أعبده والأمر إليه بعد ذلك ، فازداد تعجب جبريل فصعد ووجد في اللوح المحفوظ: سعيد سعيد سعيد {يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد:39] ). انتهى
التعليق
أقول : انظر في هذا التحقيق ! يذكُرُ لك رقم الآية ، ويتغافل عن ذكر مصدر هذه القصّة الخرافية المنافية للدين !لو روى هذه القصّة شخص يريد الاستهزاء بالدين الإسلامي لكان ذلك مفهوماً ، أمّا أن يرويها من ينصّب نفسه مدافعاً عن الإسلام فهذا أمرٌ لا يقبله عاقل !جبريل يطالع اللوح المحفوظ ؟والله يأذن له أن يخبر الرجل الصالح بما في اللوح ؟....
وهل يجوز عند الجفري أن ينسب لجبريل عليه السلام هذه الأفعال ؟؟ جبريل عليه السلام يستأذن الله تعالى في إخبار ذلك العابد أنه مكتوبٌ في اللوح المحفوظ شقياً ، فليترك العبادات وليستمتع بالدنيا ! فيأذنُ الله له !
إنّ هذا الطلب لا يليق بفسّاق الناس فكيف ينسبه الجفري إلى جبريل وبإذن الله ؟! سبحانك هذا بهتانٌ عظيم !
أتدري يا جفري على مَنْ تَتَقوَّل ؟ إنّك تَتَقوَّل على ربِّ العالمين ! وتجعل الخرافة المنافية للدين ديناً ! وهذا تزويرٌ للشريعة وتحريفٌ لها ، ثمّ بعد ذلك تقول : إنّ كتَابَكَ مثالٌ للتصوّف الصحيح "فهل تجدون فيه ما يُنافي الدين" ؟ ص 71
ونقولُ : إذا كان التَّقوُّل على الله عزّ وجلّ أمراً سائغاً مُغْتَفَراً فما هو الأمر المنافي للدين في رأيك ؟!
ولقد كان الأولى بالجفري بدل الدّعوة إلى المبالغة في العبادات والدعوة إلى تضييق دائرة المباحات بل وإلى الاستغفار من بعض الطّاعات كما يقول ! كان الأولى به أن يتحاشى السقوط في الإثم العظيم المتوعّدِ عليه بالنار ، حيث يقول الرسول الأعظم في الحديث المتواتر ((مَنْ كذبَ عليَّ متعمّداً فليتبوّأ مقعده من النار)) وقوله عليه السلام فيما رواه مسلم وغيره ((مَنْ حدَّث عنّي بحديث يُرى أنه كذب فهو أحد الكاذِبَين)) وقوله عليه الصلاة والسلام فيما رواه مسلم ((كفى بالمرء كذِباً أن يُحدِّثَ بكل ما سمع)) .